في 27 ديسمبر 1822 ولد لعائلة فقيرة تعمل في دباغة جلود الحيوانات ( هذه المهنة التي ستساعده لاحقاً في حبه للكيمياء ) ولد في مدينة دول الفرنسية
لاب رقيب في جيش نابليون ثم امتهن الدباغة لاحقا
وأمه (جان اتيان روكي) كان تسلسلة الثالث في العائلة انتقلت عائلته إلى (اربوا) عندما كان عمره اربع سنوات ودرسه فيها المرحله الابتدائيه
في عمر الخامسة عشر أهتم كثيراً بالرسم وكان يعتقد بأنه سيكون فنانآ عظيمً ذات يوم الا إن الغرفة التي اتخذها داراً ومختبراً لابحاثة وعلى صغر مساحتها أخذت منه كل وقته وسلبت كل هواياته إلا حب الكيمياء والفيزياء حتى انه خرج ذات يوم من محاضرة ما قائلا بصوت عالي بعض الشيء ( ما أجمل الكيمياء).
في عام 1838 ارسله والده إلى مدينة باريس ليتابع دراسته في معهد المعلمين . إلا انه سرعان ما وقع طريح الفراش ودفعه حنينه الشديد لبلدته ان يراسل اباه يتوسله أن يسمح له بالعودة . رضخ والده لطلبه وعندما عاد الى ( اربوا) استعاد نشاطه سريعاً التحق بكلية ( البيزانسون) ونال منها شهادة الاداب سنة عام 1840 ثم تابع لعامين اخرى فيها لينال شهادة علوم الكيمياء عام 1842
كانت لدى باستور القدرة على التركيز في ملاحظات دقيقة جدا ولذالك شغف بالكيمياء . وقد كان كثيرا ما يسأل نفسه ( لماذا يتعفن الطعام اذا بقي في الآنية وقتاً طويلاً ؟ ولماذا يحمض اللبن؟ ) في ذلك الزمن لم يكن يعرف الناس جواباً لتلك الاسألة ولم يكن احد يهتم بها اصلا .. الا إن باستور كان يبقى طويلاً في مختبره البسيط وبأدواتة القليلة و ملأ مختبره بالقوارير و الانابيب الزجاجيه و مصابيح الاشتعال و اوعيه اللبن و الطعام و الفضلات و القاذورات و يقضي ساعات طويله في تجاربه غير مهتم بهندامة ولا بلحيته الطويلة ولابشكله المضحك جراء نتائج اختباراته.
عندما بلغ الثامنة عشر عين مساعدا لأستاذ رياضيات
ومن ثم في عام 1859 اصبح مديرا للمعهد التي تخرج منه والذي اجرى فيه اولى ابحاثة
في السادسة والعشرين من عمره نشر افكاره ونظرياته الخاصة بمجال البلورات والجمع بين الكيمياء والبصريات والتشكيل البلوري وتأثيره على الضوء المستقطب والتركيب الكيميائي للبلورات ... وصاغ قانون وضع فيه خلاصة أفكاره في هذا المجال حيث قال ( منتجات المادة الحية تؤثر على الضوء المستقطب وان المنتجات المعدنية لاتؤثر علية ) كان هذا الاكتشاف عظيماً وايذانآ بمولد علم جديد يطلق عليه ( علم الكيمياء المجسمة) ونتيجة لأفكارع هذه عين مدرس للكيمياء في اكاديمية ( ستراسبورغ) وهناك التقى بـ( ماري لوران) ابنة عميد الاكاديمية ليتزوج منها وكانت معاونه مخلصه لابحاثه فاشتدت حماسه للابحاث اخرى وأنجبا خمسة أطفال، توفي منهم ثلاثة لإصابتهم بالتيفوئيد. استمد باستور من هذه المآسي الشخصية رغبته في التوصل إلى علاج أمراض مثل التيفوئيد.
في سنة 1854 عين باستور وهو في الثانية والثلاثين من عمرة عميدا لكلية العلوم الجديدة في مدينة ليل وضل يواصل ابحاثة مع رغبة شديدة بمعرفة الإجابة المنطقية على عدد ظن الاسألة التي كان يلقيها على نفسة
وتوصلت ابحاثة وتجاربة عن حقيقة التخمر الى اعظم اكتشافاته وهو ( إن في الهواء أحياء دقيقة جداً لا تقع عليها العين ) تسمى الان بالجراثيم أو الميكروبات .
استطاع باستور أن يثبت ان كل كائن مهما صغر حجمة لابد إن ينشأ من ابوين حيين . كما اثبت إن عملية التخمر عملية حيوية تشترك فيها احياء دقيقة تنشأ من اجسام تتوالد وتتكاثر في المحاليل السكرية فتتحول إلى كحول او ثنائي اوكسيد الكاربون وكانت هذه حقيقة عظيمة ذات تأثيرات كبرى في علوم الحياة ولكن في الوقت نفسه كانت محط سخرية العلماء في ذالك العصر وقال بعضهم إن باستور قد جن تماما.
ومع تقديم البراهين والأدلة على نظريته هذه قبلت في الاوساط العلمية لاحقا .وكان المايكروسكوب فضل كبير لإثبات هذه النظرية (مخترع انطوان فإن ليفينهوك عالم هولندي)
اهتزت الاوساط العلمية لعظمة هذه الاكتشافات وعين على اثرها عضو في أكاديمية العلوم وهو في الاربعين من عمرة اثبت ان هناك انواع شتى للجراثيم و هي التي تنقل الأمراض و الاوبئه كالكوليرا و التيفوئيد و التيفوس و الحمى الصفراء و الملاريا و بعد اكتشافات (باستور) اخترع العالم جوزيف ليستر عام 1867 المطهرات من النظرية الجرثومه لباستور.ثم اخترع طريقة لمعالجة الحليب و النبيذ لمنعها من التسبب بالمرض وهي العمليه التي اطلق عليها بالبستره
وكذالك كان باستور اول من توصل الى تحضير امصال لامراض مثل كوليرا الدجاج ومصل مرض الماشية الذي انقذت البشر من كثير من الامراض .
1881 تمكن من السيطرة على جرثومة ( الجمرة الخبيثة ) وهي حمى تنتقل من الاغنام والابقار الى الانسان . ثم انتقل الى ابحاث اكتشاف دواء لمرض الكلب لانه رآه مصدر رعب للناس ولانه من يصاب بهذا المرض لا يمهله الموت لاكثر من اسبوعين او ثلاثة بعد ان يكون المريض عاش الاما فضيعه .فحضر مصل و جربه على مجموعه من الكلاب في مختبره و كان هذا خطر لانه كان من المحتمل ان يصاب بمرض الكلب و نجح في ذلك و أحرز نتائج مبهره
اما خطوته الاخطر فهو تعامله مع البشر الان واقل خطأ في محاولته معناه قتل بعض الناس . واقدم على القرار الحاسم وهو تجربة اللقاح على نفسه . وفي يوم التجربة قدمت سيدة من ارياف فرنسا باكية تقود طفلها البالغ تسع سنوات وقد عضه كلب مسعور منذ يومين في عدة اماكن من جسمة . لم يتردد باستور من تجربة اللقاح على الطفل ولكن كان خائف لعدم تاكده من المصل و بعد ايام تمت التجربة بنجاح . وما ان شاع الخبر حتى ترددت في العالم اصداء هذه التجربة رافعه اسم باستور الى الأعالي و قدم الناس للحصول على علاج لهذا المرض و اخذ (باستور) على عاتقه هو و زملائه لصنع المصل لكل الناس و عملوا ليل نهار و كان (باستور) يضرب الناس الابره بكل فخر و عالج الناس ومن بينهم سبعته عشر روسيا عالج منهم سته عشر فقدم قيصر روسيا أعانه ماليه لإنشاء معهد باستور كمركز لصنع اللقاح لمرض الكلب في باريس
في عالمنا اليوم توجد توجد اكثر من ستين مؤسسة تحمل اسم هذا العالم الفذ والعبقري .
ضل باستور الى اخر ايامه يواصل ابحاثه الى ان انهكت قواه واصيب نصف جسمة الايسر بالشلل حتى توفي في يوم 28 سبتمبر 1895 وعمره 72 عاما وبذالك انطفأت شعلة عالم حقق اعظم اسهام في تاريخ الطب ودفن في معهد باستور في القبو حيث كل انجازاتة و رسوماته القديمه
اعداد الموضوع: Dreamland